تاريخ الدولة العثمانية:
في بداية
القرن الـ 13 دخل الأتراك إلى شبه جزيرة الأناضول، بعد أن جاؤواْ نازحين من وسط
آسيا عقب معركة ملاذكرد الشهيرة التي انتصر فيها السلاجقة على البيزنطيين عام
464 هـ.
تُعتبر الدولة
العثمانية من أكثر الدول فترة في الحكم حيث امتدت فترة حكمها لستة قرون وصلت حدود
أراضيها في تلك الفترة إلى أوروبا وتعاقب على حكمها 36 سلطاناً من نسل عثمان
الغازي الذي يعُتبر المؤسس الأول للدولة، وعلى الرغم من قيام الدولة العثمانية عام
699 هـ إلا أنها لم تتسلم الخلافة الإسلامية إلا عام 923 هـ.
نشأة الدولة العثمانية:
نشأت الدولة
العثمانية في عهد وتحت كنف الدولة السلجوقية حيث كان أرطغرل وابنه عثمان يدينون
بالولاء لسلاجقة الروم وحاربواْ شطراً من الزمن تحت إمرتهم، تمثلت حدود العثمانيين
قبل أن يقومواْ بتأسيس دولتهم في الحدود التركمانية حيث كانواْ يتمركزون على حدود
الإمبراطورية البيزنطية وكانواْ يمثلون الدرع الحامي لدولة سلاجقة الروم في وجه
هجمات البيزنطيين.
بعد سقوط
الدولة السلجوقية أعلنت الإمارات التابعة لها استقلالها بذاتها وكانت من بين هذه
الإمارات إمارة العثمانيين، وتم تسميتها بالدولة العثمانية على اسم أميرها عثمان
الأول بن الغازي أرطغرل عام 699 هـ، ومع مرور الوقت اكتسبت الدولة العثمانية قوة
واستطاعت التفوق على الإمارات الأخرى التي كانت تنافسها.
تُعبر الدولة
العثمانية من أعرق الإمبراطوريات التي حكمت على مر التاريخ، فمنذ أن تأسست عام 699
هـ تمكنت من محاربة الإمارات الصغيرة الأخرى التي نافستها وما لبث العثمانيون أن
أصبحواْ أكثر قوة واستطاعواْ الوصول إلى أوروبا الشرقية عام 1354 مـ وسيطرواْ على
معظم أراضي البلقان، وفي عام 1453 مـ تمكن العثمانيون من فتح القسطنطينية بقيادة
القائد المعروف محمد الفاتح بعد أن صمدت 11 قرناً ولم يستطع أحد اختراق حصونها وهو
ما فتح باب أوروبا على مصراعيه في وجه الدولة العثمانية لزيادة التوسع فيها.
وصلت الدولة
العثمانية إلى ذروة قوتها ابتداءً من القرن السادس عشر، فقد بلغت أقصى امتداد لها
لتضم أراضٍ كثيرة في القارات الثلاث حسب تصنيف العالم القديم، وسيطرواْ على آسيا
ومناطق من شمال إفريقيا ومناطق أخرى شرق أوروبا، كما سيطرواْ على الشام ومصر مما
أدى بالخلفية العباسي إلى تسليم الخلافة للعثمانيين لتصبح بذلك دولة الخلافة
الإسلامية عام 1517 مـ، وبلغت الدولة العثمانية قمة قوتها في عهد السلطان سليمان
الأول الملقب بـ سليمان القانوني حيث عرفت الإمبراطورية أقصى إتساع لها في عهده
عام 1566 مـ، وبسطت كامل سيطرتها على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والمحيط
الهندي والبحر الأسود.
ومنذ سنة 1740
مـ تراجعت سياسة الدولة العثمانية وتأخرت عن مواكبة التطور الحضاري والثقافي والصناعي،
في وقت كانت القِوى العالمية الكبرى تعرف تطورات كبيرة في كافة المجالات، حاول
السلطان عبد الحميد الثاني وضع إصلاحات للنهوض بالدولة من جديد ووقف في وجه
المطامع الغربية لوقت من الزمن لكنه لم يستطع الصمود بسبب الخيانات والإضطرابات
الداخلية التي تم إشعالها في أروقة الدولة من أجل إضعافها، وانتشر فيها الضعف
والفساد وكانت مشاركة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى أولى المؤشرات
التي تنذر باقتراب سقوطها، حيث انهزمت أمام تحالفات القوى الكبرى والمؤامرات
الداخلية وانهارت سياسياً وتمت إزالتها من كونها دولة بعد أن فُرض عليها توقيع
معاهدة لوزان عام 1923 مـ وقامت بعدها دولة تركيا الحديثة بقيادة مصطفى كمال أتاتورك.
عوامل سقوط الدولة العثمانية:
تم إعلان قيام
دولة تركيا الحديثة على أنقاض الدولة العثمانية بعد أن حكمت هذه الأخيرة لأكثر من
ستة قرون، وكان لا بد لسقوطها من أسباب وجيهة منها:
صعود سلاطين
ظالمين إلى كرسي الحكم حيث كانواْ يهتمون بالأمور الدنيوية وأهملواْ تعزيز قوة
الدولة.
انتشار الفساد
والخونة والعملاء الذين يفشون أسرار الدولة ومخططاتها للعدو.
عدم مواكبة
التطور الثقافي والحضاري وانتشار الجهل والتخلف بين أفراد الشعب.
إثقال كاهل
الدولة بالديون ودخولها في حروب أنهكتها وعجلت بسقوطها.
تعليقات
إرسال تعليق