أدولف هتلر هو قائد ألمانيا وزعيم الحزب النازي الفاشي، أدت سياساته الإستعمارية والدكتاتورية إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية وما ترتب عنها من سقوط قتلى وجرحى بالملايين.
وِلادته:
وُلدَ أدولف هتلر في الـ 20 من أبريل سنة 1889 مـ في مدينة برونو بالنمسا، عانى في طفولته كثيراً من عنف والد وقساوته حيث كان يرفض رغبة ابنه بدراسة الفن والعِمارة، وكان منذ صغره عنيداً وترسخت فكرة القومية الألمانية وتفوق العِرق الآري في أفكاره في سِنٍ مُبكرة.
إنجازاته:
انتقل أدولف هتلر إلى فيينا عاصمة النمسا سنة 1907 مـ بعد وفاة أمه، واشتغل كرسام لتأمين قوت يومه ثم تقدم للدراسة في كُلية الفنون الجميلة مرتين إلا أنه تم رفضه، وأصبحت أوضاع هتلر مُزرية بعد أن أفلس لينتقل للعيش في مأوى للمُشردين.
سافر هتلر إلى ألمانيا وبالتحديد مدينة ميونخ سنة 1913 مـ بسبب نُشُوب الحرب العالمية الأولى حيث تقدم من أجل تأدية الخدمة العسكرية في الجيش الألماني وتم قبوله سنة 1914مـ.
غضب هتلر كثيراً عندما وقعت ألمانيا معاهدة الإستسلام سنة 1918 مـ حيث كان يعتقد أن ألمانيا تعرضت للخيانة من طرف قادة للجيش يعتنقون التيار الماركسي ما زاد كُرهه لهذا الفِكر، ورأى أن مُعاهدة فرساي معاهدة مُشينة ومُذلة لألمانيا حيث تم إجبارها على تحمل كامل المسؤولية عن نُشُوب الحرب العالمية الأولى ودفع تعويضات للدول المتضررة، بالإضافة إلى تجريد الجيش الألماني من السلاح وتقليص عدد الجنود فيه.
تأثر هتلر بأفكار أنطون دريكسلر مؤسس حزب العمال الوطني الألماني الذي يُعرفُ اختصاراً بالحزب النازي، حيث تشرب أفكار الحزب من مُعاداة للسامية ومُناهضة الفكر الماركسي بالإضافة إلى فكرة تفوق العِرق الآري الألماني الخالص.
استطاع أدولف هتلر الإنخراط في الحزب النازي وسُرعان ما تمكن من نيل إعجاب العديد من مُنخرطي الحزب بأفكاره وكاريزتمه، حيث استطاع الوصول إلى رئاسة الحزب سنة 1921 مـ، وكانت خطاباته الحماسية الشهيرة ضد اليهود والماركسيين واستنكار بُنُود معاهدة فرساي أبرز المواضيع التي كان يتطرق لها، وتمكن هتلر أيضاً من أن يُصبح رئيس المنظمة شبه العسكرية التابعة للحزب النازي التي يتلخص عملها في حماية أنشطة الحزب واغتيال الخُصُوم السياسيين له.
في سنة 1923 مـ أعلن أدولف هتلر عن قيام الثورة الوطنية وإعلان حكومة ألمانية جديدة، لكن محاولة الإنقلاب هذه باءت بالفشل وتم اعتقاله وصدر في حقه حُكمٌ بالسجن لمدة 9 أشهر حيث كتب هناك كتابه الشهير كفاحي الذي طرح فيه أفكاره ومُعتقداته السياسية.
![]() |
كتاب كفاحي لـ أدولف هتلر |
استطاع هتلر الإنفراد بالسلطة للحزب النازي وكان يكره فكرة الديمقراطية، وتمكن من استغلال غضب الشعب الألماني تُجاه توقيع ألمانيا لمُعاهدة فرساي الشهيرة لكسب شعبية أكبر، كما استغل فكرة مُعاداة السامية والترويج لفكرة العِرق الآري لتحسين النسل الألماني وكل طفلٍ يُولد مُشوهاً أو يعاني من إعاقةٍ ما يتم قتله.
إستطاع هتلر بَسطَ سيطرته على مفاصل الدولة الألمانية واهتم بالصناعة وفن العِمارة، كما قام بتوقيع العديد من إتفاقيات التعاون والتحالف مع إيطاليا واليابان وبولندا، إلا أنه كان يسعى للتوسع عسكرياً من أجل استعادة ألمانيا لأراضيها التي خسرتها في الحرب العالمية الأولى، ثم بدأ في عملية الغزو العسكري باحتلال الإمبراطورية النمساوية وإقليم السوديت في تشيكوسلوفاكيا، وقام بتوقيع مُعاهدة مع جوزيف ستالين زعيم الإتحاد السوفييتي واتفقوا على عدم الإعتداء الألماني-السوفييتي ليتفرغ لغزو بولندا بعد ذلك إلا أن بريطانيا وفرنسا أعلنتا الحرب على ألمانيا في سبتمبر سنة 1939 مـ.
دخلت ألمانيا الحرب العالمية الثانية وسُرعان ما بدأت في تحقيق المكاسب على أرض المعركة بسبب قوة جيشها واستطاعت إخضاع فرنسا التي استسلمت في الـ 17 من يونيو سنة 1940 مـ، حيث حرص هتلر على أن توقع فرنسا معاهدة الإستسلام في مدينة كومبين وفي نفس عربة القطار التي وقعت فيها ألمانيا معاهدة الإستسلام في الحرب العالمية الأولى لينتقم بذلك من الفرنسيين.
![]() |
دخول ألمانيا إلى فرنسا |
ارتكب هتلر أكبرا خطأ في حياته بعد أن بدأت فكرة غزو الإتحاد السوفييتي والتوسع شرقاً تشتعل في رأسه، وبعد أن قام الإتحاد السوفييتي بغزو دول البلطيق ليُعلن الحرب على السوفييت، وقد زاد الخطر على ألمانيا بعد دخول الولايات المُتحدة الأمريكية للحرب.
بدأ الفشل بملازمة الجيش الألماني حيث خسر في معركة ستالينغراد ضد الإتحاد السوفييتي، واستطاع السوفييت محاصرة الجيش الألماني في المدينة وضرب الحصار حوله حيث تعرض الجيش الالماني للإنهاك بسبب الجوع والبرد الشديد ليُعلن قادة الجيش استسلامهم، لتقوم بعدها قوات الحلفاء بالدخول إلى الأراضي الفرنسية وخسر الألمان الحرب.
وفاته:
عندما قامت القوات السوفييتية بمحاصرة برلين واتجهوا نحو القبو الذي يختبئ فيه هتلر، لكن تقُول الروايات أن هتلر قام بتناول السم هو وزوجته وقام بإطلاق النار على رأسه ليموت مُنتحراً، إلا أن جثة الزعيم النازي لم تظهر في واحد من أكثر الألغاز غموضاً إلى اليوم.
تعليقات
إرسال تعليق