وقَعَتْ معركة بلاط الشهداء في الـ 12 من أكتوبر سنة 732 مـ بين جيش المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وجيش الإفرنج بقيادة تشارلز مارتل، وعلى الرغم من هزيمة الجيش الإسلامي في تلك المعركة واستشهاد القائد عبد الرحمن الغافقي فيها فقد كان المُسلمون قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى قلب أوروبا، إلا أن خسارة معركة بلاط الشهداء أوقف الزحف الإسلامي عند فرنسا.
![]() |
رسمة تمثيلية لمعركة بلاط الشهداء |
أسباب المعركة:
بعد أن تمكن المُسلمون من فتح الأندلس كان هدفهم نشر الإسلام في قلب أوروبا عن طريق الفتح، فبدأ قائد الأندلس آنذاك السمح بن مالِك الخولاني بالتوغل في الأراضي الإفرنجية وفتح بعضها، ثم عاد إلى الاندلس ليجمع جيشه من أجل استكمال الفتح واستطاع أن يُحاصر مدينة طولوشة أو تولوز حالياً، واستمر الحصار طويلاً حتى وقعت معركة طولوشة في الـ 9 من يونيو سنة 721 مـ، والتي استُشهد فيها السمح بن مالك الخولاني لينسحب جيش المسلمين بعد ذلك.
كان حُكام الأندلس هم ممثلوا الدولة الأموية هُناك حيث قام الخلفية الأموي بتولية عنبسة بن سحيم الكلبي والياً على الاندلس خلَفاً للسمح بن مالك الخولاني، وبدأ غنسبة بالتوغل في الأراضي الفرنسية وفي أحد الأيام باغتته قوات من الإفرنج عندما كان عائداً إلى الأندلس وقاموا بمهاجمته ليموت مُتأثراً بجراحه، وتوالى على حكم الأندلس عِدة حُكام إلى أن تم تعيين عبد الرحمن الغافقي والياً على الأندلس عام 730 مـ.
قام الدوق أودو دوق أقطانيا بالتحالف مع والي كاتالونيا المُسلم عثمان بن نيساء وعقد معه اتفاق صُلح وكان هدف الدوق أودو هو أن يكون المسلمون دِرعاً له في وجه خصمه تشارلز مارتل، إلا أن عثمان بن نيساء أعلن استقلاله بإقليم كاتالونيا عن الدولة الأموية فأعلن عليه عبد الرحمن الغافقي الحرب بصفته خائناً للدولة ومُتمرداً عليها، واتجه بجيشه نحو إقليم كاتالونيا وتمكن من السيطرة عليه ثم توجه إلى مدينة بوردو الفرنسية واستطاع المسلمون فتحها.
أحداث المعركة:
عندما كان عبد الرحمن الغافقي يقود الجيش في طريقه إلى نهر اللوار لمواجهة الدوق أودو اختار الغافقي سَلْكَ طريقٍ آخر لتضليل جيش الإفرنجة، وبدأ المُسلمون في استعادة المُدُن التي خرجت عن سيطرتهم ثم توجهوا إلى أقطانيا حيث تمكنوا من حصد غنائم كبيرة ثم توجهوا صوبَ الجارادون واستطاعوا فتح إقليم بردال.
وفي الـ 12 من أكتوبر سنة 732 مـ بدأت المعركة بين الجيشين واستمر كِلا الطرفين في الإستبسال لمدة ثمانية أيام، ثم في الـ 22 من أكتوبر هجم المسلمون على الإفرنج واستطاعوا تحقيق تقدمٍ بسيط.
في اليوم الثاني من المعركة كان المُسلمون مُثقلين بالغنائم التي حصلوا عليها في طريقهم إلى المعركة، واستطاع الإفرنجة اختراق جيش المسلمين والوصول إلى الغنائم وهو ما بعثر أوراق الجيش وأدى إلى تبعثر صفوفه واستطاع الإفرنجة قتل الكثير منهم.
انسحب المُسلمون عند حلول الظلام إلى سبتمانيا بعد أن خسروا غنائمهم، لتنتهي بذلك آخر محاولات المسلمين بقيادة الدولة الاموية لفتح فرنسا.
المصادر:
- كتاب بلاط الشهداء بقيادة عبد الرحمن الغافقي، لـ شوقي أبو خليل.
- كتاب دولة الإسلام في الأندلس، لـ عبد الله عنان.
تعليقات
إرسال تعليق